جميعنا تقريبًا، ربما وحتمًا، علم بأمر مؤشرات انقراض النحل من عالمنا والمخاطر التي ستعقب اختفائه والتي يقول العلماء أنها قد تصل لحد انقراض البشرية نفسها مع انقراض النحل! الأمر بدأ بالفعل، وفي الوقت الحالي هناك عدة فصائل حول العالم مهددة ومرشحة للانقراض إن لم نتحرك سريعًا.
هنا لا يتعلق الأمر بالعسل الساحر الذي يخرج من بطون النحل فقط، وإنما بما هو أهم بكثير: تلقيح النبات. في أمريكا الشمالية وحدها، تساعد شغالات النحل honeybees في تلقيح وزارعة ما لا يقل عن 90% من المحاصيل التجارية، وحول العالم يُعتقد أن النحل مسؤول عن 70% من الثمار، البذور والخضروات التي تستهلكها البشرية حيث يقوم النحل بتلقيح أزهارها! هذا يضم التفاح، التوت، الشمام، البروكلي، والبرتقال ومئات الأصناف الأخرى من المزروعات التي نتناولها يوميًا.
وبينما تستمر الجهود الرامية للحفاظ على النحل وزيادة أعداده بالطريقة التقليدية التي تتمثل في توفير مراعي آمنة ومفتوحة له والحد من التلوث وأنشطة البشر حول الغابات والحقول، إلا أن طالبة التصميم الصناعي آنّا هالديوانج Anna Haldewang أتت بفكرة مبتكرة قد تساهم فعلًا في حل الجزء المتعلق بنقل طلع اللقاح الذي تولى النحل مهمته لآلاف السنين. رحبوا معنا بـ “النحلة ب“!
“النحلة ب” أو Plan Bee هي طائرة صغيرة آلية Drone يتم التحكم بها من حلال جهاز ذكي لتلقيح زهور النباتات المختلفة بالنيابة عن النحل. دعونا أولًا نتأمل الاسم الرائع “Plan Bee” وهو تلاعب بالمصطلح المعروف “Plan B” أو الخطة الاحتياطية، أي أن درون آنا المبتكر قد يمثل الخطة ب في عصر ما بعد النحل أو على الأقل في المناطق المتضررة من غيابه، أو ربما في عوالم أخرى كالمريخ وغيرها من الكواكب التي لا يستطيع النحل ممارسة مهامه بها!
“النحلة ب” مصنوعة من مادة البلاستيك الخفيف من الخارج ورغوة الفوم للأجزاء الداخلية والمروحة أعلاها. وبالداخل، توجد 6 حجرات صغيرة بفتحات دقيقة أسفلها تمتص حبوب اللقاح من الزهور بينما تحلق فوقها، ثم تبذرها من جديد متى حلقت فوق زهور أخرى.
التصميم الذي ترونه في هذا المقال هو الأخير بين 50 تصميم سابق عملت عليهم آنّا، حتى انتهت إلى نموذج “النحلة ب” هنا! التصميم الأخير عبقري ومثالي بالفعل، سواء من حيث المظهر أو الآلية؛ فهو يملك ألوان وخطوط النحلة السوداء والصفراء كما نعرفها، بينما تبدو الطائرة الآلية الصغيرة كزهرة عندما تقلبها.
لكم أحب أن أرى الناس بينما يستخدمون “النحلة ب” في ساحات منزلهم الأمامية لتلقيح نباتاتهم. فكما يمكنكم أن تتخيلوا، سيصبح للأمر جانب تعليمي وتوجيهي كذلك عندما يراقب الناس ويتعلمون ما تقوم به النحلة في الأساس كل الوقت لكن بنموذج أكبر بكثير. هكذا، يمكننا تقدير دور النحلة وفهم أهمية ما تقوم به حقًا!
“النحلة ب” لا تزال في مراحلها الأولية كما لكم أن تتوقعون، بينما لا تزال آنا تعمل على تحسين نموذجها. أنا فقط أخشى أن ينقلب الأمر بنتيحة عكسية، ويزداد الأمر سوءً فلا نجد سببًا لوجود النحل البري في الطبيعة مستقبلًا! لسبب كهذا قام الممثل مورغان فريمان، بتحويل مزرعته التي تبلغ مساحتها 124 فدانًا إلى مزرعة نحل! لا مزاح هنا، حيث قام بغطية المزرعة بنبات النفل الذي يجذب النحل، وقام بزرع العشرات من أشجار الزهور، واشترى العديد من خلايا النحل بل وأصبح هو بنفسه يرعى النحل أحيانًا!
فلنأمل أن يسير ابتكار آنا في الطريق الصحيح وألا يكون مجرد خطوة أخرى لتسريع القضاء على النحل بدلًا من حمايته!